الاثنين، 21 ديسمبر 2009

عيناي

الاثنين، 21 ديسمبر 2009
قبل البدء

الحزن ليس سيئا الى الحد الذي نتخيله
كل ما في الامر انه يشبه المنوم
حبة واحدة تساعدك على نوم هادىء
و عشرة يساعدونك على نوم أبدي
لذا حاول أن تتذوق حزنك فقط .. و لا تتناوله
فالذين شربوا حزنهم كله
ماتوا عطشا لنصف فرحة
..

الكل يشعر بالدموع تقف على حافة عينيه
هذا شرف لن ادعيه لي وحدي
لكن الامر يزداد معي بشكل اصبح يخجلني
اهتزاز احداقي الدائم صار يثير الشك لدى زملائي في العمل و لدى اصدقائي
هذه العيون حتما مصابة بمرض ما
ولكن الحقيقة هي ان رغبتي في البكاء اصبحت دائمة
البكاء لأجل اشياء كان يجب ان اتوقع حدوثها
و لكني ادعيت السذاجة عن طيب خاطر لأجل لحظات وهمية من السعادة
لست كافرا بنواميس الكون
و اعرف ان الانسان لو علم الغيب لأختار الواقع
و لكني اخشى أنني قد وصلت لمرحلة لا اريد فيها أن اعرف الغيب
و لا الواقع
أريد أن انام لثلاثة قرون متصلة
ثم أستيقظ لأجدني إبن الرابعة عشر
و أن كل ما مر بعدها كان مجرد كابوس طويل ما لبث أن انتهى
حزييييييييييييين
دون التفكير في الاسباب أوالنتائج
حزين .. و لا اشتم رائحة سعادة في الطريق
يبدو أنني تناولت علبة الحزن التي ابتعتها من صيدلية الحياة كلها
و نسيت أن حبة واحدة تكفي
..
بعد البدء

بسمك اللهم أعني
فأنا امتطي صهوة الحزن
و جواد الحزن عصي .. و جموح
يلقيني في طريق .. مبدأه المرارة في حلقي
و في دمي
فترى .. !
كيف يكون المنتهى ؟

الخميس، 19 نوفمبر 2009

رضيت

الخميس، 19 نوفمبر 2009
قبل البدء

حاولتُ أن أجد سبباً لرحيلها فلم أجد الا أنانيتها مبرراً وحيداً
الآن يجب أن تعترف هي بأن رحيلها هو دليل محبتي لها
فهي أكثر من غيرها تعلم أن جميع من أحببتهم
رحلوا

..

لم أكن اتخيله و لكني رضيت بالفراق المؤقت كبديل لفراق دائم اشعرتني هي أنه حتمي
رضيت أن لا اعرف عنها شىء و أن لا تعرف عني شىء
رضيت أن اتحول فجأة من مرتبة حبيب الى مرتبة غريب جدا .. بل ربما أسوء فالغريب على الاقل يمتلك فرصة للحديث و التعرف عليها بينما انا مستعد لدفع روحي ثمنا للقاء آخر و أعرف أنها لن ترضى به
هكذا .. يستطيع اصدقاءها من الجنسين التودد اليها بينما يحرم عليّ ذلك تحريم الدم
فقط لأنني أختلف عنهم في كوني احبها و اتمناها كزوجة بينما هم لا يرتكبون هكذا جرم
رضيت أن تفسد الامور في كل مرة و ترتكب ما يثير حنقي .. ثم تتجاهل ردات فعلي بكل صفاء نفس و اريحية
رضيت أن تترك لغيرها الفرصة للإستيلاء على قلبٍ بعته لها بثمنٍ ليس بخسا مشاعر معدودة
رضيت أن ترضى بكل ما كنت اتخيل انها ابدا لن ترضاه لي
ورضيت أن ابكي الآن و انا اكتب
و رضيت ايضا ان احبها رغم كل ذلك
سامحك الله
فأنا اشتاقك .. و احبك
و لازلتِ تستخفين برجفة عظامي

..

بعد البدء
هل تبادر حقا كل هذا الى ذهن حبيبتي حين قررت ان علاقتنا يجب ان تتوقف و لو مؤقتا لأن في ذلك خيانة لثقة أهلها ؟
سامحوني هي رغبة فقط في اخراج ما بصدري لعلي افلح اخيرا في استذكار اي شىء
فلدي اختبارا في الغد يتوقف عليه تعييني و تثبيتي في وظيفتي من عدمه
رغم اني لا اثق ابدا في كوني تخلصت من أي عبء
فكم تمنيت لو انها تساندني الآن كما تعودت أن تفعل
بدلا من ان تصنع مني حاوية للألم و تهديني مجموعة لا بأس بها من الآلام كي لا تظل فارغة

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

صداقات قديمة .. ليست للبيع

الجمعة، 25 سبتمبر 2009



قبل البدء
إعتاد أن يتكلم كثيراً .. و اعتاد أيضاً ان تقف الكلمات داخل فمه
اليوم لم يجد كلمات ليقولها .. لم يكن يريد أن يتكلم
لكنه رغم ذلك شعر أن هناك شيئا يقف في حلقه
أنين متقطع تقديره وجع
لم يستطع أن يجد له تفسيرا
فأسماه حشرجة الصمت
..
فلاش باك

هل راود احدكم يوماً ذلك الاحساس بأن احدهم قد خلعك عند باب قلبه ؟
تماما كما يخلع حذاءه عند باب الدار
و انا الذي ناديت من اقصى حدود الخطايا
" من دخل قلبي فهو آمن "
لكنهم كانوا في كل مرة يأتون , و يدخلون , و يعيثون فيه فسادا ثم يرحلون
و اعود لاقول لنفسي بأنني لن اسمح بان اخلع احبائي عند باب قلبي
رغم ان كلهم يفعلون
23 / 6 / 2008
..

لم أكن أعلم _ و هو أمر نادر الحدوث _ أنني أتمتع بهذا القدر الكبير من الجفاء و قلة الأصل
و أنا الذي ادعيتُ يوما أنني لن أخلع أحدا عند باب قلبي
لكنني كنت مجرد كاذب ووقح و قبيح
فبنظرة واحدة على مدونتي القديمة " ثم غابت فاطمة " و التي احتفظ بنسخة منها عندي
وجدت مجموعة كبيرة من الاحباء الذين خلعتهم عند باب قلبي
كما يخلع المرء حذاءه عند باب بيته
هناك احباء اعترف أنني لم أندم أبدا كوني خلعتهم عند باب قلبي
و الغريب أن أولهم فاطمة ذاتها
لكني ايضاً جفوت خلقا كثيرين ربط بينهي و بينهم رباط قوي اسمه
" أُخوّة القلم "
فعلتُ معهم ما استنكرت ان يفعله الآخرون معي و نسيتهم و كأن صداقة بيننا لم تكن
اليوم وجب علي أن أبحث عنهم
و أن اعتذر لهم
و سأكون سعيدا بذكر اسمائهم راجيا من الله أن لا تخني الذاكرة
كما تعودت ان تفعل بقية الاشياء

على باب الله
في العادة تطلق اللفظة على شديدي الفقر أو الشحاذين تحديدا
لكن دعوني اعترف انها كانت المرة الاولى في تاريخي التي القى فيها شحاذا اسمه جيمي
:D
عاليا حليم
انسانة نشيطة لابعد حد .. لا تقبل بأقل من السير في جميع الاتجاهات
و في وقت واحد
فاتيما
كم انت محظوظ يا يوسف بأمك
رحاب مصطفى
هذه الفتاة تلقائية بطريقة غريبة
ان لم تكن تفقد الوعي ثلاث مرات يوميا فأنا مجنون
تفقده حين تنفعل .. و تفقده حين ينبح كلب .. تفقد الوعي حين لا تجد شىء آخر تفعله
شيرين
الفيلسوفة الصغيرة
احيانا اشعر انها تحمل فوق ظهرها هموم المجرة
نوراي
تمشي على العشب دون ان تثني منه عودا واحدا
رقيقة حد الشفافية
حسن ارابيسك
الاسم يشي بحقيقته .. فالاربيسك فن اصيل راقي
و هو فنان أصيل راقي بدوره
صابرينا
أميرة حقيقية .. تؤمن ان الزمن ليس للكلمات و انما للإحساس فقط
سيد سعد
اكاد اسمع صوت لوحاته .. فهي تقول اشياء كثيرة و تلخص اشياء أكثر
زمردة
إنسانة ملائكية .. ظلمت نفسها حين تسمت بالزمرد فهي اغلى من ذلك بكثير
سمكة
بالتأكيد هي ابنة السابعة عشر الآن
افكارها اكبر كثيرا من سنها
و عمرها اقل كثيرا من ان تدخن
:D
لماضة
أرجو أن لا يكون قد انتهى بها المطاف في بيت زوج لمض مثلها

هؤلاء هم من تعلقت بهم ثم حالت بيننا الظروف
و هم من يستحقون اعتذاري و ارجو ان لا تكون قد خانتني الذاكرة
..

أما الذين رافقوني خلال رحلتي الطويلة في التدوين
بحثوا عني كلما اختفيت
فكلمات الشكر غير كافية ابدا للتعبير عن ما يحمله قبلي تجاههم

شيماء سمير
أختى التى تعرف أنها كذلك
شق القمر
رغم أنني أراها قمراً مكتملاً
اوفيليا الرقيقة
دائما الى جواري في أحلك لحظات الوجع

الى كل من وردت اسمائهم
و الى كل الذين نسيت ان اكتبهم
احبكم في الله
احبكم في الله
احبكم في الله

رين مان

الجمعة، 21 أغسطس 2009

إزدواجية معايير

الجمعة، 21 أغسطس 2009

أنت مصاب بإزدواجية معايير يا حسام
ران على الجميع صمت رهيب قبل ينفجر حسام ضاحكا .. تبعه في ذلك باقي أفراد الشلة التي كنت اجلس معها ..
حاولت أن استدرك حرج موقفي فاستطردت :
_ أنا بتكلم جد ..
ثم تنبهت بعد ذلك الى ان هذه هي المشكلة فعلا .. أنني جاد فيما قلت
فإزدواجية المعايير هي آخر لفظة يمكنك أن تنطقها وسط شلة تلعب الدومينو و تشرب الشيشة في احد المقاهي المعروفة بالبلدة .. نعم هم إناس محترمون جدا و أنا احبهم .. و لكن ليس لدرجة إزدواجية المعايير على أي حال
كل ما في الامر انني اردت ان ابدي استيائي من طريقة حسام و استخدامه سياسة الكيل بمكيالين فما كانت النتيجة الا انني صرت اضحوكة الشلة في هذه الليلة
لدرجة انهم صاروا يلقبون أي شخص يقوم بأي شىء غريب بأنه عنده ازدواجية معايير
هكذا إكتشفت مفاجأة أنني احد ضحايا الوهم القاتل الذي اسميناه _ أنا و امثالي _ الطبقة المتوسطة
و لا اعرف حقا عن اي وسطية نتحدث هنا
فعلى مستوى المادة أنا ( يامولاي كما خلقتني ) هذا بالطبع قبل ان أصاب بأعراض التحول لـ " مستر " فأصير ( يا مولاي كما خلقتني ) + ثلثمائة و خمسون جنيهاً
و هكذا فأنا لا اعتقد انني اوضع في مرتبة الوسط باي حال من الاحوال على المستوى المادي
أما على المستوى الثقافي فأنا ايضا لا اوضع في مرتبة الوسط
ربما أكثر قليلا .. و ان كانت ثقافتي تضعني في مرتبة الوسط فإن حسام و شلته هم مجموعة كبيرة من البهائم
أي وسطية إذا ؟
المشكلة الحقيقية في طبقة الوسط هذه انها لم تستطع ان تجاري الوضع
كان الجميع يهربون المخدرات و يتاجرون في السوق السوداء .. و يدهنون الهواء دوكو
بينما نحن _ من ابناء الطبقة الوسطى _ مشغولون بقراءة اشعار دنقل و روايات محفوظ و تعليق لوحات دالي في غرف النوم
المشكلة أن كل هؤلاء لم يكن لديهم ما يخسرونه بينما كنا نحن ( مش وش بهدلة ) .. 0
يجب أن نعترف بهذه الحقيقة
لقد رضينا بالوهم اللذيذ و نسينا أنفسنا بكسل ألذ .. و النتيجة أن البلد صارت بلدهم و الزمن صار زمانهم
نعم هم لم يمتلكوا الا ثقافة سطحية و لكنهم إمتلكوا سلاح آخر أكثر قوة اسمه " فهلوة " ..
و الآن
لا أملك الا الجلوس على المقهى و لعب الدومينو التي اصابها مرض عضال جعلها " دومنة " .. و الدعاء بأن يتعلم ابني أصول الفهلوة و فن دهان الهواء

___________________________


ملحوظات :
_ هذا المقال لا يتطاول بأي شكل من الاشكال على الاغنياء.. و لو حدث هذا مني سهوا .. فعادي مش مشكلة
_ حدث خطأ اثناء ذكر راتبي الشهري فهو ثلثمائة تسعة و اربعون جنيها تحديدا و هذا لتحري المصداقية و الامانة
_ حسام مصاب بإزدواجية معايير فعلا
..

عبد الحميد محمد

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

تذكرتُ كلمة المرور

الثلاثاء، 28 يوليو 2009
للأسف
تذكرت كلمة المرور
شعرت انني خبيث ووقح ومتحذلق حين قررت العودة للتدوين .. فقد كنت واثقاً من انني نسيت تماما كلمة المرور الخاصة بالمدونة .. و بهذا اكون قد وضعت فكرة العودة امام الامر الواقع
الآن انا الذي سقطت في براثن هذا الامر الواقع ..
و كأن المثل القائل بأن من يحفر حفرة لاخيه .. لابد حتما ان يقع فيها , هو مثل صادق و حقيقي
مع الوضع في الاعتبار طبعا انني لست اخاً لفكرة العودة للتدوين .. و ان كانت تربطني بها صلة قرابة
للأسف تذكرت كلمة المرور
و ها انا ذا اكتب بمنتهى الشوق و اللهفة
و رغبة حقيقية في الانتهاء سريعا من الكتابة و الانطلاق نحو مدونات الاصداقاء القدامى كي ازف لهم خبر العودة السعيد
انها العودة رقم 3463792347932 لو لم تخني الذاكرة ... او رقم 3463792347933 لو شئنا الدقة
و لا اعلم ما الذي سيدور بعقولكم تجاه هذا الذي احترف الاختفاء و الهروب
يهرب حين يواجه مشكلة
و يهرب حين يقوم بحلها
ثم يعود ليهرب متوقعا مشكلة جديدة
و لا اعلم حقاً لماذا تركت نفسي للإختناق بينما كنت اجد في التدوين متنفسا جيدا للتصريح بكل ما يجيش في صدري
هكذا .. دون خجل او مواربة
ربما كانت كذبة احاول بها خداع نفسي حين سميت فترة الابتعاد عن التدوين باسم " فترة المهادنة " 0
فأنا اعرف ان المهادنة ما هي الا استراحة الخاسر في كل معاركه
و انا للاسف ايضا لم اخسر كل معاركي بعد
لازالت هناك معركة لم تنتهي
معركة الماضي و المستقبل
و يبدو انني استفدت كثيرا من دراستي للتاريخ و خصوصا خطة انسحاب سيف الله المسلول " خالد بن الوليد " حين استبدل الميمنة بالميسرة و المقدمة بالمؤخرة
فأنا انوي استخدام تكتيك مشابه
في الوقت الذي يحارب فيه الناس الماضي بنسيانه
ساحاربه انا بالتحدث عنه طيلة الوقت
و في الوقت الذي يتقي فيه الناس شر ما قد يجلبه المستقبل بالتفكير فيه و التخطيط له
سأتقي انا هذا الشر بعدم الخوض في تفصيلاته
تكتيك غريب .. و لا يبدو فعالا الا في خطط الانسحاب و لكني لم اجربه حتى الآن
للاسف تذكرت كلمة المرور
و هذا يعني ان المرة رقم 3463792347934 قريبة جدا و لا محالة


رجل المطر

عبد الحميد محمد

السبت، 14 مارس 2009

لهواة جمع التعليقات المستفزة

السبت، 14 مارس 2009
خدمة توصيل التعليقات المستفزة للمدونة متاحة الآن

احياناً يكون صاحب التعليق معروف جدا بالنسبة لك ..
معروف للدرجة التي تجعله يحجم عن كتابة معلومة بسيطة كاسمه
في الغالب هو يفترض انك تشم على ظهر يدك
أغلب المدونين المحترمين يشمون على ظهر ايديهم طبعاً
أنت مدون محترم و تعرف ذلك
أو أنه يعتقد أن خطه على الكي بورد لا يمكن أن تخطئه عين
في الحقيقة هناك بشراً يملكون أسلوب فاضح لا يمكن أن يملكه غيرهم و هم قليلون للأسف
و أحيانا يتحداك صاحب التعليق المجهول أن تعرفه
النموذج 1 فيه تحديا سافرا للكاتبة أردت أن اضعه كمثال
و سأنتظر من كل معلق عندي أن يتذكر معي أكثر تعليق استفزه و لن يتمكن ابدا من نساينه
.
.
نموذج " 1 "
__________

غير معرف يقول : لم يكن عسيراً أن تملئني الدهشة
لو أنني تمثالا حجرياً
لجثوت أمام ما كتبتيه
لأحتسي بكوؤس كلماتك
سائل الحياة
فماذا و أنا بشر
من لحم و دم
و إحساس
رغم أني لا اضمن حقاً
أن لا استحيل ومضة راجفة
تسبح في عراء الكون
بعد ما قرأته هنا
الابتسامة الآن تعلو شفتيك
اكاد اسمعها , رغم أن الابتسامات بلا صوت عادة
إن الكلمات اعلاه تذكرك بشخص ما
شخص تعرفينه
لكنك حقا لن تستطيعي الجزم بذلك
الآن ..
ستدور بك الافكار , و تتقاذفك الظنون
هو ؟
ام آخر ؟
إن الاسلوب لا يتكرر كثيرا
على الاقل في حياة شخص واحد
أنظري معي كيف ترك التعليق على صورة شخص مجهول
تبتسمين في ظفر
اذن هو
لكن الارتباك سيصيبك حين تقرأين التوقيع
نعم
اسم لا تعرفينه ببساطة
إنه ذكي
لم يكن ليترك التعليق دون توقيع لانه بهذا يضيق عليك الاحتمالات
و لكن من ادراك انه بهذا الذكاء ؟
من ادراك انه ليس الا مجرد شخص غريب يحاول العبث ؟
يجب ان تكوني حذرة في الرد عليه
او ربما سيكون من الافضل لو تجاهلتي التعليق برمته
شىء محير
لكن لا تقلقي
سأمنحك قبسا من خبرتي في التعامل مع مثل هذه الامور
استعملي نفس الاسلوب
استخدمي عبارات مطاطة
عبارات على غرار
" و هل يخفى القمر ؟ "
هكذا ببساطة اصير القمر
أي قمر
سواء كنت أنا
او كنت غيري
لن استطيع أن امعن في أغاظتك
و أن ادعي انك قد وقعتي في الشرك
هناك حل سخيف لا اعتقد انه قد يتبادر الى ذهنك
حذف التعليق
لن تفعلي ذلك لانك لا تضمنين أنك اول من قرأتيه
هذه هي مشكلة عدم مراقبة التعليقات
لا شك ان هناك ثلاثة او اربعة قرأوا التعليق قبلك و يترقبون في شغف
الآن يتصبب العرق على جبينك
عرق لا يُفسِر بأي حال تلك الابتسامة التى لم تفارق شفتيك بعد
سأزيح عن كاهلك هذا كله
أنه ليس أنا
و أنا هنا تعني الشخص الذي دار بخلدك
لست هو و لا اعرفه
و الادهى أنني لا اعرفك
كل ما في الامر انني شخص ترك التعليق في توقيت خرافي
تعليق عائم مطلق
ينطبق على كثير من الحالات
و لسوء حظك كانت حالتك من بينهم
آسف لانني وترتك

سيد الشماشيرجي :D
_________________________________
.
.
مدون ذا بال رائق حقاً
الذي يجد وقتا ثم يستخدمه في استفزاز الخلق بتعليق مشابه لابد انه يمتلك بالا رائقاً
لكنه على الاقل احترم نفسه و اعترف بمجهوليته الحقة
هناك من لا يعترف بذلك و هم في نظري أقل إستفزازا من اولئك الذين يعلقون لاثبات تواجدهم و فقط
النموذج 2 يحمل استفزازا من نوع آخر لابد أنك صادفته كثيرا
و لن أبالغ إن قلت أنك استخدمته أحياناً
.
.
نموذج "2"
_________
الرجل الذي جاء و تعثر أثناء مجيئه في ظلطه يقول : رائع
______________________________
.
.
لاحظ الفارق الرهيب بين الاسم و التعليق
لابد أن الرجل قد افنى عصارة فكره في كتابة اسم كهذا فلم يتبقى منها ما يسمح بكتابة تعليق محترم يحترم فكر الكاتب ..
هناك نماذج كثيرة في الحقيقة و لو قلتها لأكتشفت أنك تستخدمها حين يصيبك الملل
كلنا نفعل و السبب هو اننا لا نريد ان نزور المدونة ثم نتركها دون ان نترك لينك مدونتنا بها على الاقل و تكون النتيجة مجموعة كبيرة من التعليقات غير المجدية
و لعل اصدق مثال على هذا
.
.
نموذج " 3 "
________________
فلان الفولاني يقول : هييييييييييه اول تعليق
فلان الفولاني يقول : هقرا و بعدين اعلق
فولان الفولاني يقول : موضوع تحفة تحفة تحفة تحفة
علان العلاني يقول : يا خسارة فلت اول تعليق :(
_________________________________
.
.
هل مللتم ؟
حسنا سأنسحب قبل أن يكتظ موضوعي المستفز بتعليقات مستفزة جديدة تساهم في رفع معدلات الاستفزاز في البلوج سبوت
طابت اوقاتكم بكل خير
مُستفِز

الخميس، 19 فبراير 2009

أمن دولة

الخميس، 19 فبراير 2009

أمن دولة

" ملعون ابو الحكومة "
إنطلقت العبارة مدوية تهز أرجاء المقهى في حين تابع قائلها بفخر ساذج
_ نعم .. لم تعد تهمنى سياط جلاديهم و لا معتقلاتهم
فليدعوني اقولها بصراحة , ثم يفعلوا بي ما يشتهون بعدها
لقد كان جباناً حين رفض ان يفتح المعبر
توجه الى احد الجالسين و انتشل الجريدة التي انشغل بقراءتها و قال موجها الحديث اليه :
_ حتى انت يا عبد العاطي افندي كنت ستفتح المعبر لو كنت مكانه اليس كذلك ؟
مط عبد العاطي شفتيه ثم استرد جريدته واضعا اياها على المنضدة التي امامه وناظراً للأتجاه المعاكس ..
في قرارة نفسه أراد ان يقول " نعم " لكنه يعلم جيدا ان للحوائط آذان
يعلم أن المقهى يعج بأولئك الذين يعيشون على مصائب الاخرين و فواجعهم و كوارثهم ..
مرشد أمن الدولة قد يكون رقيق القلب مرهف المشاعر لا يحب الاذى للأخرين
لكنه في الوقت نفسه لا يرغب في قلة الشغل , لديه متطلبات و اعباء و افواه مفتوحة على مصرعيها في انتظار و لو لقمة واحدة تسد الرمق
إذا لم يصطاد فريسة لعدة ايام فإنه لا يبالي بالارشاد عن اي شخص ولو زورا
و محي باشا _ أو اي كان اسمه _ لا يرحم
كان عبد العاطي يعلم ذلك كله لذلك آثر ان لا يتكلم
فقط اكتفي بإطلاق زفرة حارة بث فيها كل لواعجه
اطلقها بكل شجاعة فهو يعرف ان أمن الدولة لا يلقى القبض على المواطنين بتهمة الزفرات الحارة بعد
.
.
اشاح الرجل الموتور بيديه ثم امسك بيد صبي المقهى المشغول بتقديم الطلبات و قال له :
_ أنت تعرف يا " صديق " أنه خائن و عميل و لكنك تدعي الجهل بالسياسة
تريد ان تأكل عيش و تذهب اخر اليوم لزوجتك و اولادك و تنام في سلام , بينما اخوانك في غزة يحرقون و ينسفون و يصابون بالسرطان .. !
نظر اليه صديق متظاهرا بالغباء .. و حك شعر رأسه قائلا :
_ انت بتكلمني انا يا " طلبة " بيه ؟
لم يكن صديق بمنأى عن السياسة حقا , و لم يكن اقل سخطاً من عبد العاطي افندي
خاصة و هو الشاب الذي حصل على ليسانس الحقوق فقط ليعمل " قهوجي " بعد ذلك
كان يعلم ان فرص العمل المحترمة لا تأتي الا لأولاد " الباشوات " فقط
و هو لم يكن يوما ابن باشا لكي ينال مكانة تعب و اجتهد و بذل ابويه كل غال و نفيس لكي يحصل عليها
كان يملك من الاسباب ما يجعله يصب جام غضبه على الحكومة
لكنه كان اعقل من ان يتهور فيندم
هناك اب قعيد و ام مكلومة وأربعة من الاخوة قد يشردون لو فقدوا عائلهم الوحيد
ليس الوقت وقت سياسة على الاطلاق
.
.
_ أيها الجبناء .. !
تباً لكم .. و لمرشدي أمن الدولة .. و للحكومة ايضاً
لن يمنعني اليوم اي شىء عن قول الحقيقة
قالها " طلبة " و جلس جوار شخص لا يعرفه
شخص يراه لأول مرة
و هو الذي يحفظ مرتادي المقهى عن ظهر قلب
ليس من الحكمة ان تدلي بكل ما لديك امام رجل لا تعرفه
_ سامحنى .. هل انت جديد في المنطقة ؟
رد عليه الرجل بتهذيب :
_ ليس تماما .. مررت بالحارة مصادفة .. فتوقفت لإلتقاط الانفاس و احتساء فنجان من القهوة
_ و ما رأيك ؟
_ القهوة جيدة فعلا
_ أقصد ما رأيك في كلامي ؟
_ عين العقل والحقيقة , كنت ابحث طوال النهار عن شخص استطيع التحدث معه في مثل هذه الامور دون خوف
لكن يبدو ان الاحداث الاخيرة اصابت الجميع بالجبن
_ إذا فأنت ترى انه خائن و عميل ؟
_ بالظبط .. لن يمنعني احد عن الاقرار بحقيقة مثل تلك
استدار الرجل نصف استدارة على كرسيه ليواجه عبد العاطي افندي و صاح في فرح :
_ هل رأيت يا عبد العاطي .. ؟ يقول انه عميل .. هناك إناس لا تخشى في الحق لومة لائم
عليك حقا ان تخجل من نفسك
لم يلق رداً من عبد العاطي الذي تظاهر بانهماكه في القراءة

* * *

"
يعلم أن المقهى يعج بأولئك الذين يعيشون على مصائب الاخرين و فواجعهم و كوارثهم
"
* * *

أخرج " طلبة " علبة سجائر و قدم واحدة الى الغريب بإمتنان واضح في حين تابع :
_ و الصحف الحكومية لا تكف عن تبرير موقفه و شجب تصريحات رجل شريف مثل نصر الله
شىء يجعلك تشعر ان المصريين كلهم متواطئين مع المجازر الاسرائيلية ضد اخواننا الفلسطينين
و كأننا لسنا مصريين و لا نمت لهذه البلد بصلة
أومأ الرجل برأسه بما يعني انه يوافقه الرأي و اكتفى بالتعليق بكلمة واحدة
_ مظبوط
* * *

"
إذا لم يصطاد فريسة لعدة ايام فإنه لا يبالي بالارشاد عن اي شخص ولو زورا
"
* * *

_ لقد أرتحت لك كثيرا .. أنت نموذج للرجل الشريف .. , دعنا نذهب لمكان آخر يبدو ان الحديث بيننا سيطول اكثر
من الصعب العثور على شخص مثلك هذه الايام
قالها " طلبة " و امسك بيد الرجل الغريب ناهياً اياه عن وضع يده في جيبه
فقد عزم على دفع الحساب
ثم انطلقا بحثا عن مكان اخر يسع نقاشاتهم السياسية الخطيرة
.
.
في وقت لاحق سيميل صديق صبي المقهى ليقترب من أذن عبد العاطي هامسا :
_ أنا خائف على الاستاذ " طلبة "
الرجل الذي خرج معه لم يكن يوحي بالثقة
سينظر اليه " عبد العاطي " وقتها و يقول هازئاً :
_ أما انا فأخاف أكثر على هذا الرجل الغريب
الذي ساقه حظه التعس الى المقهى في هذه الساعة السوداء
..
عبد الحميد محمد

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

أجازة

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

أجازة


ـ " أريد أن اختلي بنفسي لفترة " 0
قالتها و مضت دون حتى ان تلتفت وراءها
أردتُ أن اقول انني كنت اظن طيلة الفترة الفائتة أنني نفسها
و لكني خشيت أن أجرحها
..
هكذا دلفتْ حبيبتي الى بهو التأمل
هادئة
ناعمة البال
و لا أدري إن كانت تعلم شىء عن معاناتي
ام انها نثرت روحها تلقائيا مثل ذرات واهنة
في سماء هذه العزلة الرجيمة مضحية في سبيلها بكل نفيسٍ و غال .. !
أخبرتها انني بانتظار رسالة منها متى فرغت من عزلتها
و الحق انني تمنيت لو انها ارسلت لي هذه الرسالة في نفس التوقيت الذي قلت فيه ذلك
لكنها لم تفعل
تمنيت ان التفت ورائي لأجدنا وجها لوجه
نتنفس دهشتنا .. و نذوب في ابتسامةٍ خلابة
لكنها لم تكن ورائي
و الآن سأخبرك بتفاصيل الايام التي ستمر علىّ بعد ذلك
الايام التي ستمر بطيئة و كأنها السلحفاة التي تود ان تعبر المحيط
سأستيقظ من نومي ليستبد بي النعاس

ثم تتجافي عيوني عن النوم
و سأنصرف أكثر لمجالسة الرفاق هرباً من الوحدة القاتلة
أهرع الى هاتفي كلما أذن باستقبال رسالة جديدة
و يُفلت قلبي ثلاث ضربات بدلا من واحدة و انا أطالعها
سيهرول الفرح أملاً في ان يلثم جبين اللقاء
ثم تكون خيبة أملي بحجم هذا العالم الذي لم أثق فيه الا بالفرقة
هكذا سوف اقضي الايام القادمة سائلا نفسي السؤال الأزلي مائة مرة كل خمسين
لماذا ؟
لماذا رضيتي لهذه الغصة ان تستقر بحلقي ؟
سؤال ساذج .. و لكني لا اعرف إجابته حقاً
لماذا تتركين لي وردة اليأس تلك , كي اشم رحيقها وحيداً ؟
أعلم أنك عاجلاً ام آجلاً سوف تهشمين خاصرة المستحيل
و ترسلين تلك الرسالة الحلم
أما أنا يا حبيبتي
أنا الذي تمرغت طويلا في تراب الحزن
فلن أتجاسر و احاول ان اصون كرامتي المهدرة
لن أصدك , او اخبرك أنني لم أعد كما كنت
لن أملك وقتها الا أن أفرح بك
و ادعوك لتناول فنجان من القهوة سأكون قد اعددت ملايين مثله
و انا بإنتظارك
فمتى إذن .. ستفصح عزلتك الكئيبة عن خاتمة ؟
.
.
أفلتت دمعة من عين " كامل " و هو يعيد قراءة آخر ما خطته أنامل أخيه قبل وفاته بيوم واحد
ثم راح يرمق تلك الفتاة التي لا يعرفها و الجالسة وسط جموع المعزين
و هي تبكي بمرارة وحرقة
..
عبد الحميد محمد

الأحد، 1 فبراير 2009

!.. هاتفٌ ما

الأحد، 1 فبراير 2009
إنه انا
ذلك الذي تعتبره الاغلبية مجرد مخبول آخر

في حين يراه قليلون شخصية مميزة
واعتقد انني واحد من اهم اعضاء القائمة الاولى
كنت اود ان احكي لكم اجمل قصة كتبتها و لكني نسيتها
لهذا ارجوا ان تسامحوني و تكتفوا بهذه القصة

هاتفٌ ما



لم يكن " حسين " يمارس اي نشاط سوى التدخين و تناول العشاء
و لم يكن يذهب الى اي مكان سوى صالة " البلياردو " او المتجر الذي يعمل به
كان نموذج طيب لذلك الشاب الذي لا يحلم بأي شىء
لم يكن شريرا .. يمكنك القول بأنه ذلك الشخص الذي يقف عند الحدود الجمركية لمملكة الطيبين
و جمهورية الأشرار .. لكنه حتى هذه اللحظة كان لا يزال داخل مملكة الطيبين
في هذا اليوم قرر ان يذهب الى مكان آخر غير صالة البلياردو
كابينة هاتفية متهالكة تقع على مقربة من بيته
و الهدف كان محددا وواضحا لاقصى درجة
سيتصل بتلك الفتاة التى عشقها لفترة طويلة عن بعد
و التي لا تعرف عنه أي شىء .. و قد يعود السبب الى عائلتها التي بدا جليا انهم من الاثرياء
سيتصل بها و يخبرها بكل شىء
حتى و ان كانت النتيجة هي " صدمة " جديدة تُضم الى قائمة الصدمات السابقة
.
.
حسنا .. لقد صرت الان تعرف كل شىء عن حسين , و عن ما ينتوي القيام به
لكنك لن تفهم ابدا لماذا توقف حسين قرابة الساعة و نصف عند الكابينة .. يدور حولها احيانا و يقف منتصبا امامها احايين أخرى
و ارجو الا يتبادر الى ذهنك انه كان يكلم حبيبته لان سماعة الهاتف لم تبرح مكانها لحظة واحدة
هذا المعتوه لا يتحدث الى احد عبر الهاتف .. لو شئت الدقة لقلت انه يتحدث الى الهاتف ذاته
.
.
الاشياء لها لغة .. و شخصية
نحن نعرف ذلك و لكننا لا نتعمق فيه
من يجازف بالتوغل اكثر في هذه المنطقة يصير شاعرا او يجن
و لكن أي لغة تحدث بها حسين مع هذا الهاتف الذي بدا انه ثرثارا ؟
.
.
_ لا تحاول .. ! 0
في البداية أقنع نفسه ان الجملة ترددت في ارجاء ذهنه , لكن مع تكرارها أيقن ان مصدر الصوت خارجي و لا شك
تلفت حوله عله يجد أحدا يكلمه لكنه كان وحيدا تماما
نمت الى ذهنه تلك الفكرة المخيفة , لكنه طردها سريعاً
هناك متسع فيما بعد لكي يجن بكل اريحية , اما الان فهو مشغول بمحاولة التحدث الى حبيبته
لا وقت للجنون هنالك
_ نعم .. انا من يتحدث اليك
من العبث حقا ان يكلمك هاتف و من العبث اكثر ان تجد نفسك ترد عليه
قال له و هو لا يزال غير مصدق : 0
_ حسبت ان مهمتك هي ان تمنح البشر فرصة للحديث من خلالك .. لم اكن اعلم ان الامر تطور لكي تتحدث أنت
رد عليه الهاتف بثقة : 0
_ كنت كذلك قبل ان اكتشف ان هناك من يخاف من مجرد الحديث الى شخص يحبه
يا صاحبي محاولتك هذه تأخرت ثلاث سنوات كاملة .. كنت انتظرك فيها يوما بعد يوم و لكنك لا تجىء

_ و الآن حين جئت .. تحاول انت تعطلني بحديثك الفارغ .. ؟ من فضلك دعني انهي هذه المهمة لكي استريح
_ قلت لك لا تحاول .. فأنا لا امنح فرص الحديث الى اللصوص
رانت الكلمة الاخيرة على قلبه فأدمته أكثر
و تذكر على الفور تلك الواقعة التي مر عليها عامين كاملين و لكنه لم يستطع ان ينساها لحظة
.
.
لم يعتبر نفسه لصاً حين اقدم على ذلك
لقد سرق .. ! 0
نعم استولى على مائة جنيه من حصيلة المتجر الذي يعمل به
كان جائعا , و لم يكن في جيبه مليم
لو كان المطلوب منه ان يموت جوعا هذه الليلة فإنه يعتذر عن هذا الشرف
الغريب حقا انه لم يشعر بالشبع ابدا
إبتاع طعاما كثيرا يكفيه لاسبوع و تناوله كله .. لكنه لم يشعر بالشبع
والآن بعد عامين يريد هاتف احمق ان يحاسبه على جريمة لم يستفد منها و لم يشعر العالم بحدوثها
.
.
نفض عنه ذكرياته المريرة وراح يضرب ازرار الهاتف بعنف
لكن رقما واحدا لم يكتب على شاشة الهاتف الصغيرة
ضحك الهاتف ساخرا و قال :0
_ هل تظن حقا انك تستطيع التحدث دون إرادتي ؟
_ و هل تظن حقا انه لا يوجد هاتف في العالم سواك ؟
_ يمكنك الذهاب الى اي هاتف تريد و لكنك لن تتحدث من خلالي ابدا
إستفزته ثقة الهاتف كثيرا فإشتعل غيظا و صار لا يريد من هذه الدنيا الا ان يتحدث لاي شخص لكن عبر هذا الهاتف بالذات
راح يضرب الازرار من جديد دون جدوى
لن تتحكم فيه قطعة المعدن هذه مهما كانت الظروف
تناول عصا كانت ملقاة على الارض و ضرب بها الأزرار و لكن لا جديد
و ضحكات الهاتف تتعالى اكثر مع كل ضربة
.
.
_ لم يهتز لك جفن و انت ترى الطفل الصغير يُضرب بلا رحمة أملا في أن يخرج مائة جنيه لا يعرف حتى شكلها
_ كفى
_ لقد اوسع صاحب المحل الصبي ضرباً في حين لم تكلف نفسك عناء الشعور بالذنب
_ قلت لك كفى .. لا اريد أن اسمع
قالها حسين و مضى من امام الكابينة الهاتفية لا يلوى على شىء
إنه حقا لم ينس تلك الواقعة الآثمة
فلما أراد الهاتف ان يفتق جرحه المتقيح في هذه اللحظة بالذات
هل حقا ليس له أن يحب مثل باقى الخلق لمجرد انه سرق ؟
شعر بحرارة الافكار تكاد تفتك برأسه
أراد أن يطفىء لهيبها
فلم يجد أمامه سوى النيل فاتحا ذراعيه عن آخرهما
إرتمى في حضن امواجه الهادئة
ناسيا ان الساعة قد تخطت الثلاثة صباحا
و ان الشارع خاويا الا من عدة اعمدة متهالكة للأنارة
و ناسيا ايضا انه لا يعرف العوم
.
.
في اليوم التالي تجمهر الناس عند المرسى المهجور
يقال انهم انتشلوا جثة جديدة لشاب في مقتبل العمر
الجميع راحوا يتسائلون عن سر انتحار شاب مثله
في حين انشغل عمال البلدية في ازالة كابينة هاتفية متهالكة
لا تعمل منذ اسبوع
..
عبد الحميد محمد

الأحد، 18 يناير 2009

حسبت هذا مفهوما

الأحد، 18 يناير 2009

ربما فاتني أن أقوم بالتعريف بنفسي _ تلك التي أفضلها _ في الرسالتين السابقتين
و السبب يعود طبعا لطغيان أحداث غزة الاخيرة على أي أحداث أخرى .. مما يجعل حديثي عن نفسي دعابة سخيفة و غير مقبولة
أما الذي جعلني أعود الى ذلك الأن فهو سؤال الأخت " شيماء سمير " عن شخصيتي التي اشتبهت عليها فظنت تارة أنني رجلا للمطر و تارة أخرى قرصانا لا يعرف ما الذي يريده حقا ..
بدون اي تواضع .. أنا أكثر شخص ممل يمكن ان تقع عليه عينك
مملا إلى حد يثير الغيظ .. و لا اعتقد ان هناك من يريد معرفة اي شىء عني
بالطبع لم اكن على متن الطائرة التي اصطدمت بمركز التجارة .. و لم اضع خطة النصر في معركة حطين
لا احتفظ بجثة في دولاب غرفتي , و لم التهم طفلاً منذ وقتٍ طويل
بل اني اتسائل حقاً .. ما هو الشىء الخرافي الذي يُمَكن إنسان ما من الشعور بالفخر و الغرور ؟؟؟
حالياً انا مدرس رياضيات بمدرسة " بيدف " الابتدائية و أن كنت لا تعرف بيدف فتلك مشكلتك الخاصة و لا شأن لي بها ..
كائن ليلي يهرب من الاجتماعيات بالمشوار .. ويبحث عن الهدوء بالمِجهر .. و اطول حوار تبادلته مع أي مدرس زميل
_ إزيك
_ الحمد لله
_ سلام
اهتم بكتابة المقالات الساخرة .. و احب كتابة القصص القصيرة و لي محاولات في الشعر
بالنسبة للحالة الاجتماعية فأنا اعزب و أعول .. أعول نفسي طبعاً .. حسبت هذا مفهوما
لي قصص غرامية بعدد شعر رأس الحكم الايطالي " كولينا " .. اغربها حين قمت بالرد على احد الآنسات في مكان ليس بغريبا على المنتديات على قصيدة كتبتها بكلمة واحدة ..
" برافو "
و يبدو ان الكلمة بدت لها فاتنة ساحرة خلابة .. لانها وقعت في حبي بسببها ..
لا اعرف عن مستقبلي شىء و لكني استطيع أن اتخيله
يوماً ما سوف أجد نفسي واقفاً أتلقى صفعة على قفاي من حين لآخر .. و الصول عبد الجبار لا يعرف ابيه .. و في السجن قد تبدأ دورة النهاية
حسناً .. أعتقد انه ليس ثمة مزيد ليقال
دعونا نتعرف أكثر من خلال التدوينات و التي ستعود بدورها الى الحديث عن غزة و تخاذل العرب و اتهام مصر بالعمالة .. و كل الامور التي صرتم تحفظونها عن ظهر قلب ..
الى ذلك الحين ابقوا سالمين ..

عبد الحميد محمد

الأحد، 4 يناير 2009

الثقفي .. !

الأحد، 4 يناير 2009

رغبة
أعرني فقط جذوة من نار
و هون عليك
فلن اعمد الى حرق نفسي بيدي
و لن اشعل بها فتيل الحروب
و لا اريدها لكي اشوي عليها احزاني و احزان أبناء جلدتي
أريد فقط أن اغلي دمي
فأنا من امة يكاد يقتلها البرود
و البارود
.
.
قصة
في غابر الازمان ذهب كثيرا من العرب الى البحر للإستمتاع بمنظر السمك و هو يلتهم إسرائيل .. قبل أن يكتشفوا ان إسرائيل قد قذفت بهم و بجيوشهم في مجاري التاريخ
.
.
ابو محجن الثقفي
شعرتُ بالأسف ..
شعرتُ به حقاً هذه المرة و ليس من باب الاتيكيت
و الاتكيت يقتضي _ إن كنتم حقا لا تعلمون _ أن نشعر بالاسف من حين لآخر حتى نظهر بشكل المتحضر الذي يشعر بالاسف .. و يخجل أحياناً
و لكني شعرت بالاسف هذه المرة دون تصنع أو رياء
حين تعالت الاصوات بأننا أمة لا نصلح للجهاد في الوقت الحالي , طالما ان فينا العاصي و مرتكب الفواحش و شاربوا الحشيش و البانجو و مدمنوا افلام " البورنو " و المتكالبين على المادة وآخذوا الرشوة و الفاسقون
كيف نهبُ لنصرة الله و لجهادٍ في سبيله و نحن نحيا بهذا المجتمع الفاسد ؟
فأن كنا بمنأى عن مثل هذه الموبقات فأننا على الاقل نراها يوميا و نسكت و كأن شيئا لم يكن
كلام جميل ..
سيعجب كل من يسمعه بالتأكيد .. بل وقد يتطور الامر الى مصمصة الشفاة و ضرب الاكف و التحسبن ان لزم الامر ..
ولكني " للأسف " لا اتفق مع وجهة النظر هذه و لو جزئياً ..
فالجهاد في سبيل الله عقيدة .. ربما تكون مستقلة بذاتها .. خاصة به
نعم انا عاصي و لكني اريد ان احارب لله و في سبيله
اريد ان انتصر للأسلام اولا او ان انول على الاقل شرف الشهادة
ابو محجن الثقفي مثلا .. رجل من بني ثقيف ابتلاه الله بشرب الخمر
و لم يكن شاربا له و حسب .. و انما زاد على ذلك انه أدمنه و احبه حبا شديدا فأنشد فيه شعرا يقول موجها الحديث لولده
إذا مت فادفني الى جنب كرمة ........ تروي عظامي بعد موتي عروقها
و لا تدفني في الفلاة فإنني ........ أخاف اذا ما مت ان لا أذوقها
حد ان سيدنا سعد بن ابي وقاص قام الي جلده و حبسه عدة مرات بسبب شربه للخمر و ارتكابه لهذه الكبيرة
و لما تداعى المسلمون للجهاد و قتال الفرس في القادسية خرج معهم ابو محجن و حمل زاده و متاعه و لم ينسى ان يحمل معه خمرا .. و لما وصلوا القادسية انتهز فرصة للخلو بنفسه و بها .. و احتساها في نهم
فعلم سعد بذلك فغضب عليه و حرمه من دخول القتال و أمر أن يقيد بالسلاسل و يغلق عليه في خيمة
و لما سمع صيحات الابطال و صهيل الخيول اشتاق للشهادة , اشتاق لخدمة دينه وبذل روحه لله
حتى و ان كان عاصيا .. حتى و ان كان شاربا للخمر
إلا انه مسلم و يحب الله ورسوله
.
.
حين جرح سعد ووقف يرقب القتال من بعيد .. رأى فارساً ملثما , عجب من قوة قتاله
فكان اذا اغار على العدو تجندلت الرؤوس على الصفين خلفه
فقال : الضرب ضرب ابا محجن , و الكرُ كر البلقاء " فرس سعد " , و ابو محجن في القيد .. و البلقاء في الحبس ...؟؟!!
فلما انتهى القتال ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟
فعلم ان الرجل توسل لزوجته _ زوجة سيدنا سعد _ ان تحل وثاقه و ان تتركه للجهاد فإما انا ينول الشهادة و إما ان يعود من جديد للحبس .. فحلت زوجة سعد وثاقه و اعطته البلقاء ليحارب عليها
فرضي عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا ،
قال أبو محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبدا
فهل منعت ابي محجن معصيته من ان يجاهد في سبيل الله ؟
.
.
طلب
من فضلك .. لا تضعف من همتنا بقولة اننا لسنا اهل للجهاد
لأننا امة لو خذلت أنفسها
لخذلها الله

الخميس، 1 يناير 2009

عفواً .. لن أسب إسرائيل

الخميس، 1 يناير 2009

إننا أمة لباسُنا الكلام
و بدونه .. , فإننا عراة كالحقيقة
لذا فدعوني املأ الدنيا ضجيجاً .. و ادعي انني سيد الحرف
ثم اكتب كلاماً لا اذكر فيه تلك الحقيقة العاهرة
محاولا ان أواريها
لكي اغسل عارها
و عارنا
.
.
لن أسب اسرائيل اليوم
فهناك امور كثيرة تجعلني احجم عن ذلك .. او اقوم بتأجيله لوقت لاحق على الاقل
إن حديث " العرب " عن خيانة مصر .. و بيعها للقضية
يشبه قصة رجل دخل لص إلى منزله وقتل أولاده واغتصب زوجته ، وظل يراقب الوضع دون أن يحرك ساكنا
ثم ثارت ثائرة هذا " الغيور " حين سمع ان جاراً له قد بدأ يعبث بستائر المنزل
و اين كانت ثائرتكم ايها السادة البلداء حين كانت أمريكا تسحق العراقيين في الرمادي و الفلوجة و اماكن اخرى
و انتم _ حفظكم الله ورعاكم _ لا تشكون في نوايا امريكا الخيرة تجاهنا .. او تجاههم فلا ناقة لكم في هذا الامر او جمل , و لا تعروفنهم و لا يعرفونكم .. أقصد العراقيين طبعاً
.
.
لن أسب اسرائيل اليوم
فهل يعني هذا انني لست غاضباً ؟
هل حقاً بدوت لكم و كأنني احد قيادات الحزب الوطني الديموقراطتي مثلا ؟
لا ادافع عن موقف مصر .. و لكني ايضاً لا ادينه تماما
العرب و الفلسطينين تحديدا اثبتوا انهم قصار النظر حين لم يسلكوا مسلك السادات منذ البداية
لو ان لفلسطين كيانا و دولة لما كانت غزة تقصف الان دون رحمة
و مشكلة اسرائيل انها لا تقضى على ضحيتها بسرعة
يطلب السجين احيانا من سجانه ان يقتله
لكنه يقنعه في كل مرة بحيلة ما ان الموت غداً سيكون أجمل
نعم انا حزين
لكن الحزن ارواح هاربة اصابها الصدأ من قلة تفاعلنا
حزين و لكني لن اتلفظ بكلمة واحدة في حق اسرائيل للتعبير عن هذا الحزن
سأوفر سبابي لمناسبة أخرى ..
و هي قريبة بكل تأكيد
عبد الحميد محمد
 
Design by Pocket
This template is brought to you by : allblogtools.com Blogger Templates